اليوم العالمي للتوعية بسرطان الغدد اللمفاوية.. ثلاثة أسئلة ل مريم أحناش في أمراض الدم
شكل اليوم العالمي للتوعية بسرطان الغدد اللمفاوية الذي يصادف 15 شتنبر من كل سنة، مناسبة لتسليط المزيد من الأضواء على مرض ي صنف في خانة أمراض الدم، ويمكن أن يصاب به الأشخاص من مختلف الأعمار.
في هذا الحديث، تجيب أستاذة أمراض الدم بجامعة محمد السادس لعلوم الصحة والطبيبة بمستشفى الشيخ خليفة الدولي وعضو الجمعية المغربية لأمراض الدم، مريم أحناش، عن ثلاثة أسئلة حول هذا المرض الذي لطالما نعت سلوكه الفيروسي بالمكر والتخفي، بالنظر لما يكتنف الكشف عنه من تعقيدات ولصعوبة تأويل أعراضه، التي تتقاطع مع أعراض أمراض أخرى.
1 – ما هو سرطان الغدد اللمفاوية وما هي أنواعه؟
سرطان الغدد اللمفاوية هو اعتلال خبيث للدم ونوع من السرطان يصيب الجهاز اللمفاوي، الذي يلعب دورا حاسما في عمل الجهاز المناعي، ويتكون من الخلايا والأعضاء والشبكة اللمفاوية.
وينتج سرطان الغدد اللمفاوية عن انتشار غير اعتيادي للخلايا اللمفاوية المتورمة داخل العقد اللمفاوية، أو في نسيج من الأنسجة اللمفاوية.
وتظل العوامل المؤدية لنشوء الأورام اللمفاوية غير معروفة في أغلب الأحيان، إلا أنه يمكننا الإشارة بشكل عام إلى عوامل السن والجنس وضعف الجهاز المناعي والاستعداد الوراثي وكذا العوامل البيئية.
وتختلف أنواع سرطان الغدد اللمفاوية باختلاف الحالة النسيجية وتموضع الإصابة ونوع الخلايا اللمفاوية (تائية T أو بائية B) وباختلاف خبث الورم.
وقد وضعت منظمة الصحة العالمية لائحة طويلة لأنواع سرطان الغدد اللمفاوية، ولكن هناك نوعان رئيسيان؛ النوع الأول اكتشفه الطبيب الإنجليزي توماس هودجكن، سنة 1832 ويطلق عليه اللمفومة الهودجكينية والنوع الثاني يسمى اللمفومة اللاهودجكينية، وهو النوع الأكثر انتشارا.
2 – ينعت السلوك الفيروسي لسرطان الغدد اللمفاوية بالمكر والتخفي، بالنظر لما يكتنف كشفه من تعقيدات ولصعوبة تأويل أعراضه، ما هي هذه الأعراض وكيف تتم عملية التشخيص؟
في أغلب الأحيان، تكون الأعراض عبارة عن زيادة مستمرة في حجم واحدة أو أكثر من العقد اللمفاوية أو الطحال، أو أزمة تنفسية أو سعال جاف ومستمر، إلى جانب أعراض أخرى عامة مثل الحمى والتعب وفقدان الوزن والتعرق الشديد خاصة في الليل، ونادرا الحكة غير المبررة.
ولتشخيص المرض لابد من أخذ عينة من العقد اللمفاوية أو من العضو المتورم، إما عن طريق الجراحة أو بواسطة تخطيط الصدى الطبي أو بالتصوير بالأشعة السينية. ويمكن الفحص النسيجي، الذي يدرس الخلايا، من تشخيص المرض، وأيضا كشف نوع سرطان الغدد اللمفاوية.
هذه المعلومات ضرورية لاختيار العلاج الأنسب، لهذا السبب من الضروري أن يجري الفحص النسيجي تحت إشراف خبير، وهو عادة طبيب أخصائي في أمراض الدم. وبعد إجراء تقييم العلاج القبلي والكشف عن مختلف أعضاء الجسد، الكفيل بتحديد مرحلة الإصابة بالمرض، يقرر طبيب أمراض الدم المعالج بروتوكولا علاجيا، يحسم فيه نهائيا في اجتماع تشاوري متعدد التخصصات.
3 – ما علاج سرطان الغدد اللمفاوية؟ وهل يبعث على الأمل؟
يتكيف علاج سرطان الغدد اللمفاوية مع النوع والمرحلة والعمر النسيجي للمريض، ويعتمد بشكل رئيسي على العلاج الكيميائي، بدرجات متفاوتة الشدة والمدة، كما يتخذ أحيانا شكل العلاج المناعي أو العلاج الإشعاعي، وفي حالات معينة قد يتعلق الأمر بزراعة النخاع الشوكي.
من جهة أخرى، هناك إجراءات تكميلية مهمة للعلاج، تتمثل في رعاية المريض على مستوى الغذاء ونفسيا واجتماعيا، وهو أمر ضروري للحفاظ على جودة حياة المرضى. ويمكن اتباع هذا العلاج من تحقيق نسبة شفاء تبلغ 95 في المائة، بالنسبة لسرطان الغدد اللمفاوية الهودجكيني، خصوصا في الحالات التي يتم تشخيصها مبكرا.