آراء

تساؤلات حول أخبار تفكيك الخلايا الإرهابية…!!؟؟

مروان أشريض

فيما مضى كان عندي بعض الغموض و بعض الشكوك حول أخبار تفكيك الخلايا الإرهابية ، لكن بما أنني أسافر كثيرا في ربوع المملكة و خارجها و أقطن بمدينة سلا التي تضم بين ثناياها مختلف التيارات الإسلامية من أقصى المتشددين إلى أقصى المتسامحين، جعلني مؤمنا بأن الإرهاب بات خطرا يهدد المغاربة في أمنهم وسلامتهم بحكم التغيرات التي يعرفها العالم ككل، وبفعل احتكاك وتأثر بعض المغاربة بمدارس دينية ومذهبية وفكرية متعددة مخالفة لمذهبنا المعتدل المتمثل بالمذهب المالِكي.

ولا نفتري على أحد ، فبمجرد نقاش بسيط مع بعض المتشددين في الأحياء الشعبية بضواحي العاصمة المغربية أو في بعض المدن الكبرى أو غيرها ستدرك منه مدى تشبع هؤلاء المتشددين بأفكار ما أنزل الله بها من سلطان ، ولولا خوف هؤلاء وتخوفهم من اعتقالات قد تهوي بهم في السجون لطبقوا شرعهم بحد السيف على البسطاء والضعفاء و لعاثوا في الأرض فساد باسم الدين وتحت رايات يتوهم أصحابها أنها رايات تمثل الإسلام والمسلمين.
إن اعتماد المقاربة الأمنية والتركيز على شن حملات من الاعتقالات والمداهمات ونهج سياسة الضربات الاستباقية للإرهابيين هي نِعَم من نِعَم هذا الوطن العزيز، و لكن يجب أيضا اعتماد مقاربة شمولية لهذا الملف تنفذ إلى عمق الظاهرة للبحث عن أسبابها ودوافعها وتجلياتها على أرض الواقع ومن ثم تفصل الحلول المناسبة لها بما يتوافق مع المواثيق الحقوقية الدولية والمحلية للخروج بالوطن سالما غانما دون ضرر أو ضرار.
في نظري الحل الامني يبقى هو الحل الأمثل في عالم الارهاب العابر للحدود ، و الحل التربوي بنشر تعليم متسامح ومنفتح وتنقية المناهج التربوية وغربلتها من أفكار الكراهية والتشدد والعنف،و أيضا الحل ينبغي أن يكون مؤسساتيا، يبدأ بالمؤسسات الدعوية والتعليمية والإعلامية التي تعمل تحت إطار دستور المملكة،
في رأيي ما لم تكن هناك مؤسسات سياسية (أحزاب ومنظمات وجمعيات) تقوم بمهمة التأطير الحقيقي للمواطنين فلن يجد الشباب الغاضب المحدود الثقافة مهربا غير التنظيمات والتيارات الإرهابية .
و تحية لكل التشكيلات الأمنية بمختلف تلاوينها المدنية و العسكرية و بكل أفرادها و مختلف رتبها الساهرة على أمننا و تحية خاصة لاستخبارتنا (المكتب المركزي للأبحاث القضائية) التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني الرائدة وطنيا و إقليميا و دوليا باعتراف القوى العالمية تحت إشراف الدكتور عبداللطيف الحموشي و كل العناصر.
و في الأخير الحمد لله الذي جعلنا من أهل الإيمان، وزين في قلوبنا حب الأوطان، نحمده سبحانه على ما أكرمنا به من رغد الأمن والاطمئنان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى