شيخ الإسلام محمد فؤاد بن كمال الدين سفير الدبلوماسية الروحية و الإجازة الصوفية الإدريسية بجنوب شرق آسيا
الطريقة الصوفية هي اختيار ديني وفلسفي يهدف إلى تحقيق المعرفة الروحية والاقتراب من الله. حيث ساهم علماء الصوفية بشكل كبير في تطوير الفكر الإسلامي وفهم العلاقة بين الإنسان والله.
تتميز دراساتهم بالعمق والتأمل، ويسعون دائماً إلى تحقيق الوعي الروحي والتأمل في جوانب الإنسانية والكون. تعد دراسات علماء الصوفية مصدر إلهام للعديد من الناس، حيث تقدم رؤى فلسفية عميقة في طبيعة الكون والحياة، وتساهم في تطوير مفاهيم الحب والتسامح والتعايش السلمي بين البشر.
وتعتبر دراساتهم وكتاباتهم مرجعاً مهماً للراغبين في فهم الأبعاد الروحية والدينية لحياتهم. بإختصار، فإن علماء الصوفية رمز للحكمة والروحانية في تاريخ الفكر الإسلامي، وتظل إرثهم الفكري مصدر إلهام وتأمل للجميع. تسلك الطريقة الصوفية الماليزية نهجًا خاصًا وفريدًا، حيث تولت مهمة نشر الإسلام بسلام دون قهر أو إكراه. سر نجاح الصوفية في مملكة ماليزيا يكمن في نهجهم الفريد، حيث يقتربون من الملوك من أجل دعوتهم وتوجيههم، وليس من أجل المال أو السلطة، إذ أدركوا أن الشعب الماليزي يشتهر بطاعته لملوكه، لذا إذا أسلم الملوك، سيسلم الشعب.
لذا أصبح بعض الملوك شيوخًا في طائفة القادرية، التي تعتبر الأكثر شيوعًا بين الماليزيين حاليًا، بسبب أساليبهم الروحية الإبداعية التي لا تحمل التطرف أو الترهيب. وقد كان للصوفية يد قوية دائمًا، وعبر العصور، في تسهيل انتشار الإسلام، ولعبت دورًا حاسمًا في تشكيل الحالة الدينية المعتدلة الواضحة للمسلمين في ماليزيا على وجه الخصوص.
وكانت الدعاة الذين استقروا في شبه الجزيرة الماليزية وأرخبيل “إندونيسيا ومحيطها اليوم” الدور الأكبر في نقل الصوفية. هناك، خاصة الشيخ عبد الله العارف، الذي سافر إلى ماليزيا من شبه الجزيرة العربية في عام 1165 م.
ونقلًا من كتاب الصوفية في ماليزيا للباحث سليمان بن إبراهيم بن عمر، انتشر الإسلام بطريقة مبهرة في هذه المناطق الواسعة والجزر الواسعة دون حروب أو أسلحة أو دماء، وأنشأت الصوفية تدريساتها ومبادئها الروحية تدريجيًا في نفوس الماليزيين حتى أصبحت أفكارها جزءًا أساسيًا في المجتمع حتى اليوم.
تزامن قدوم الشيخ عبد الله العارف مع قدوم الشيخ إسماعيل دهفي، الذي سافر إلى أتشيه في شمال سومطرة بإندونيسيا، وعمل هناك على نشر الإسلام وفقًا لأسلوب القادرية، إلى جانب داعية عربي آخر، عبد الله الجاوي، الذي زار الولاية الماليزية الشمالية كيدا في عام 531 هـ. نشر الإسلام بين سكانها في خمس سنوات فقط.
و من بين هؤلاء الشيوخ المعاصرين الذين حملوا رسالة التبليغ و الدعوة و العلم ،سماحة الشيخ محمد فؤاد بن كمال الدين الذي يظهر من فوق منبر الخطابة ، كأسد يزأر باعتدال ، دفاعا عن الإسلام و المسلمين .
من إمارة سامبيلان منطقة حفاظ القرآن ومنبت العلماء، يصدح شيخ الإسلام محمد فؤاد بن كمال الدين من على منبر الخطابة بصوته الحماسي؛ الذي يلهب به مشاعر كل المريدين من الطريقة الأحمدية أو غيرها ، حيث كانت خطبه جد معتدلة وتخرج عن المألوف السائد الذي أضحى هو القاعدة .
استحوذ شيخ الإسلام محمد فؤاد بن كمال الدين على قلوب المريدين بصوته المميز وأسلوبه البليغ، ناقدا كل ما يدور في المجتمع من منطلق شرعي ، فتحوّل منبره إلى منصة إعلامية يستمع إليها الناس في كل مكان من ماليزيا و أندونسيا و سلطنة بروناي ، ليحظى على إثر ذلك بجماهيرية كبيرة وشعبية جارفة ناتجة عن بلاغته وغيرته على شرع الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
طافت شهرة شيخ الإسلام محمد فؤاد بن كمال الدين الآفاق وغزا صوته مواقع التواصل الاجتماعي بجنوب شرق آسيا و الدول الإسلامية من مشارقها حتى مغاربها، و أضحت خطبه التي يلقيها ، واسعة الانتشار، مرفوقة بتعليقات إيجابية تستحسنها ، دون أن يعلم هؤلاء المتتبعين أن مثل هذا الشيح الجليل هو صمام الأمان الذي يزرع الأمن الروحي في الناس كسابقيه .
و في جميع خطبه الشهيرة التي يتابعها مئات الآلاف سواء من الذين حضروها في عين المكان أو على مواقع التواصل الاجتماعي ، دافع شيخ الإسلام محمد فؤاد بن كمال الدين عن الاعتدال و الوسطية التي ما سادت ماليزيا إلا بالإسلام المعتدل و بشريعة النبي العدنان عليه الصلاة والسلام مذكرا بأن القرآن الكريم هو منهاج حياة ونجاة من كل مصيبة صغيرة أو كبيرة .
و لا يقف الشيخ الجليل لنشر الإسلام بالخطب و الندوات فقط، وإنما إنجازته تكون ملموسة بالقول و الفعل و خاصة أنه بادر بشكل شخصي في تأسيس عدة مدارس و معاهد و جامعات إسلامية و مراكز اجتماعية نذكر بعضها :
*كلية الصفا الإسلامية، أمبنج سلنجور ماليزيا
*معهد الصفا العالي الإسلامي، رمباو نجري سمبيلان ماليزيا
*دار القرآن والحديث، سرمبان نجري سمبيلان ماليزيا
*دار القرآن والحديث، أمبنج سلنجور ماليزيا
*معهد الصفا الإسلامي للناشئين، أمبنج سلنجور ماليزيا
*معهد الصفا الإسلامي للناشئين، سرمبان نجري سمبيلان ماليزيا
*معهد البيضاء العالي الإسلامي، فكن بارو رياو إندونيسيا
*معهد البيضاء العالي الإسلامي، تلوق أير رياو إندونيسيا
*دار المالكي للقرآن والحديث، أمبنج سلنجور ماليزيا
*بيت الحكمة للبحوث العلمية، أمبنج سلنجور ماليزيا
*دار الصفا للبحوث العلمية، القاهرة بمصر
*دار السنوسي للتراث الإسلامي، فكن بارو رياو إندونيسيا
*جامع الحسنية، بوكيت سمبيلان رمباو نجري سمبيلان ماليزيا
*جامع الحسينية، جنونج رمباو نجري سمبيلان ماليزيا
*جامع قرية أمبنج فناجيه، رمباو نجري سمبيلان ماليزيا
*جامع المحمدي، فكن بارو رياو إندونيسيا
*جامع السيد محمد الشريف، سوسا سومطرا شهالية إندونيسيا
*جامع الشيخ محمد حارث، تلوق أير رياو إندونيسيا
*دار الصفوة للأيتام والضعفاء، رمباو نجري سمبيلان ماليزيا
لتتميم ما بدأه في نشر الدعوة و التبليغ بطرق أكاديمية تساير العصر و تحافظ على الهوية و الحفاظ على لحمة المسلمين و المؤمنين.
ويعد التصوف أحد مقومات الهوية المغربية عبر التاريخ، ولم تقتصر آثاره على المجال الديني فحسب، بل شملت معالجته كل ما هو محيط بالإنسان عبر المجالات الروحية والوطنية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وقد اهتم المغاربة وخاصة علماؤهم بخدمة علم التصوف وأسهموا في بلورته في واقعهم المجتمعي، وبذلوا غاية وسعهم في دلالة المنتسبين على التمسك بآداب الشريعة ظاهرا وباطنا، بحفظ الجوارح والتخلي عن الرذائل والتحلي بأنواع الفضائل، فهو المنهج الذي يحقق للإنسان صلاح الدنيا والآخرة.
ومما يحسن التمثيل به في هذا المقام وما خلف من آثار طيبة في نفوس هذه الربوع من الأراضي الواسعة من هاته الدنيا مجدد الطريقة المحمدية الأحمدية الإدريسية البروفيسور سماحة الشيخ السيد عبد الوهاب التازي الادريسي، التي تُعدُّ نبراسا للإصلاح، ومنهجا يحتذى به، نظرا لجمعها بين العديد من المحاسن والمزايا.
كما أن الطريقة المحمدية الأحمدية الإدريسية ذات الأصول الناصرية الشادلية المغربية، من الطرق الصوفية التي جسدت الاتجاه السلوكي التربوي في التصوف بامتياز، تربى في ظلها المريدون حتى تحصل لهم الترقية الروحية والنفسية، والتي ترمي إلى معرفة الله جل جلاله، واستجلاب محبته بإخلاص العبودية له.
ولقد تزعم الشيخ السيد عبد الوهاب التازي الادريسي ابن السيد الحسن الادريسي ابن السيد محمد الشريف الادريسي ابن السيد عبد المتعال الادريسي ابن السيد أحمد ابن ادريس الفاسي مشيخة الطريقة المحمدية الأحمدية الإدريسية، وجددها ، فأرجعها إلى أصلها الذي أسست عليه، وهي تزكية القلوب وتطهير النفوس، وفق مبادئ الشريعة الإسلامية وأصولها القائمة على الكتاب والسنة النبوية المطهرة.
وكان شيخ الإسلام محمد فؤاد بن كمال الدين قد أخذ عن شيخه السيد عبد الوهاب التازي الادريسي الإجازة الصوفية الروحية منه.
وإن الشيخ محمد فؤاد بن كمال الدين قد اتصل سنده الصوفي بشيوخ ارتبطت أسماؤهم بتاريخ التصوف بالغرب الإسلامي، خاصة ما أخذ عنه البروفيسور الشيخ السيد عبد الوهاب التازي الادريسي، عندما التقى الأول بالثاني في أحد أسفاره فلازمه وأخذ عنه الأوراد الإدريسية، وتبعه في كل جولاته الداعية لنشر الدين والإصلاح في كل بقاع العالم.
ومن الأسس التي ركز عليها الشيخ محمد فؤاد بن كمال الدين في طريقته،أن علوم أهل التصوف مبنية على الكتاب والسنة وعمل السلف الصالح من الأمة.
وتأكيده على أن السند هو العروة الوثقى التي بها يستمسكون، والركن الأقوى الذي إليه يستندون، والمدد الأوفى الذيمنه يستعدون.